أكد الأمين العام لحركة «نداء تونس» محسن مرزوق مؤخرا الانسحاب من المقر المركزي للحركة بمنطقة البحيرة على اثر حركة احتجاجية للفيف يحسب على الشق المعارض للمكتب الحالي للتنسيقية الجهوية للحركة بجهة تونس الأولى.
ويبدو أن الأمين العام الذي كان بصدد الإشراف على إجتماع بأعضاء التنسيقية الجهوية وعدد من رؤساء المكاتب القاعدية بجهة تونس الأولى قد اختار الترفع عن شكل الاحتجاجات التي كانت مفاجئة ورافقتها حالة من الفوضى لم تخل من استهداف الأمين العام والحاضرين في الاجتماع المذكور ورغم انسحابه من مقر الحركة فقد طلب الأمين العام من الحاضرين مواصلة اجتماعهم وهو ما تم فعلا.
أجواء ساخنة
الاحتجاجات المذكورة أعادت إلى الذاكرة الأجواء الساخنة التي كان شهدها مقر التنسيقية الجهوية بتونس الأولى في شهر رمضان الفارط على هامش اجتماع حضره عدد من قيادات «نداء تونس» ويؤكد تواتر مثل هذه الاحتجاجات أنها أكبر تحد أمام الأمين العام محسن مرزوق الذي حث على تنقية الأجواء وإخراج الحركة من دائرة صراع الأجنحة وتدعيم وتوضيح الهيكلة الجهوية والمحلية بشكل يساعد على تسريع مسار الإعداد للمؤتمر الوطني.
الأوضاع تحسنت
ويرى عديد الملاحظين بما في ذلك قطاعات واسعة من الندائيين أن الأمين العام محسن مرزوق تقدم بخطوات هامة في توحيد الصفوف من خلال الاجتماعات المكثفة التي باشرها منذ شهر رمضان الفارط والتقى فيها إطارات ومناضلي الحركة في العديد من الجهات.
وقد لازم مرزوق خلال تلك الاجتماعات خطابا يشحذ العزائم ويدعم الصفوف حتى يكون «النداء» سندا قويا لمرحلة الإنقاذ التي تخوضها البلاد وبما يدعم دائرة إشعاع الحركة في مختلف الجهات وتأمين الاستعداد الأمثل للاستحقاقات الانتخابية القادمة.
صعوبات جسيمة
ويبدو في المقابل أن هذا التوجه يلاقي صعوبات جسيمة تعود بالأساس إلى اختلافات عميقة بشأن خيارات الحكم وكذلك طبيعة العلاقة بين روافد الحركة وطريقة تسييرها لكن تلك الاختلافات لا تحجب التحسن المسجل في أوضاع الحركة مقارنة بما كانت عليه بعيد الانتخابات الأخيرة ولا سيما إبان تشكل حكومة الصيد دون أن تتمكن من سدّ الفراغ الذي خلفه صعود الرئيس الباجي قائد السبسي إلى قرطاج.
فؤاد العجرودي