خطوة جديدة أضحى يعتمدها تنظيم "داعش" الإرهابي لزعزعة أمن تونس فبعد أن فشل في ضرب المؤسستين الأمنية والعسكرية من الخارج جنّد عناصره الإرهابية لاختراق هاتين المؤسستين العريقتين لكن دون جدوى رغم وجود شبهات حول نجاحه في استقطاب بعض الأمنيين.
وأثبتت التحقيقات مع عدة عناصر إرهابية موقوفة أن التنظيم الإرهابي" داعش" وبعد فشله في استهداف الأمن والجيش في عدة مرات بدأ في سعيه نحو اختراق المؤسستين واستقطاب بعض الأمنيين والعسكريين.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة لحقائق أون لاين أن عناصر تكفيرية وارهابية كشفت في اعترافاتها تلقيها أوامر من قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي في كل من سوريا وليبيا لمحاولة استقطاب أمنيين وعسكريين للتنظيم.
المصادر ذاتها أفادت بأن التنظيم الإرهابي بعد أن أصبح عاجزا عن تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف مواقع أمنية وثكنات عسكرية في تونس، لاسيما بعد سقوطه في أول معركة طاحنة جرت في مدينة بن قردان، أمر عناصره المتخفية في خلايا إرهابية نائمة بالمرور نحو مرحلة التحرك والبدء في اختراق المؤسستين الأمنية والعسكرية.
وبحسب مصادرنا ترتكز المحاولات البائسة لتنظيم داعش الإرهابي في اختراق الجيش والأمن في تونس على استقطاب أعوان الأمن أو العسكريين أكثر من محاولات الانتماء اوالانغماس داخل المؤسستين العسكرية والأمنية.
وفي هذا الشأن امتنع المتحدث الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، عن الإدلاء بتصريح إعلامي مؤكدا أن القانون يمنعه من كشف أي معطيات أو معلومات في القضايا المتعلقة بالإرهاب التي لازالت ملفاتها على طاولة القضاء.
وقال السليطي إن عدد القضايا المتعلقة بملفات الإرهاب كبير ولا يمكننا الإدلاء بمعطيات تخص هذه القضايا حفاظا على سرية التحقيقات، بحسب قوله.
عزل عشرات الأمنيين تحوم حولهم شبهات التطرف
أكد رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوي لحقائق أون لاين وجود محاولات عديدة من الجماعات الإرهابية لاختراق المؤسستين الأمنية والعسكرية مضيفا أن التنظيمات الإرهابية نجحت في فترة ما بعد الثورة في تحقيق نجاح نسبي في اختراق المؤسسة الأمنية مشددا على أنه قد ثبت أن الجماعات الإرهابية نجحت في توظيف أعوان في إطار الاستقطاب والاختراق تنفيذا لخطة ما يسمونه بعيون الرصد داخل المؤسسات.
المتحدث ذاته قال إنه قد تم توظيف بعض أعوان الأمن الذين تم استقطابهم في تنفيذ عمليات ارهابية جدت في مناطق متفرقة من البلاد التونسية مشددا على أن التنظيمات الإرهابية وظفت بعض العناصر الأمنية المستقطبة في أدوار مختلفة أبرزها الحصول على المعلومة وتسيير تنقل الإرهابيين.
وأرجع رئيس المنظمة التونسية للأمن المواطن أسباب نجاح العناصر الإرهابية في اختراق المؤسسة الأمنية إلى إيقاف العمل بالبحث الأمني في عمليات الانتداب لسلك الأمن خلال الفترة التي تلت ثورة 2011.
وبين الدردوي، وهو نقابي أمني، أن الداخلية وبعد أن تفطنت الى محاولات اختراق للمؤسسة الامنية أحدثت لجنة صلب التفقدية العامة للأمن الوطني لتضطلع بمهمة تحيين المعطيات ومراقبة كل الأمنيين الذين تحوم حولهم شبهات تطرف فكري.
كما أفاد الدرودوي بأن هذه اللجنة اتخذت عدة قرارات من ضمنها عزل عشرات الأمنيين بسبب وجود شبهات حول تورطهم في اسناد الإرهاببين مشيرا إلى أن هناك من ثبت قيامه باستخراج جوازات سفر لعناصر إرهابية مستدركا بالقول هناك من استخرج جوازات سفر لارهابيين وتمت ترقيته.
وفي هذا السياق اتصلت حقائق أون لاين بالمدير العام للأمن الوطني، عمر مسعود، للاستفسار حول مسألة عزل بعض الأمنيين لوجود شبهات حول ميولهم وتطرفهم إلى الفكر الظلامي التكفيري إلا أنه اكتفى بعدم الرد على استسفساراتنا دون تقديم أي توضيح.