تعيين مدير عام جديد للأمن الوطني : هكذا نُزع فتيل الأزمة بين الشاهد و لطفي ابراهم !!!
الشارع المغاربي – قسم المتابعات والتحاليل الإخباريّة : بعد أخذ وردّ بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الداخلية لطفي ابراهم بشأن الخلاف حول قرار الأوّل ورفض الثاني عزل مدير عام الأمن الوطني توفيق الدبّابي، أعلنت وزارة الداخلية، مساء اليوم السبت، عن إقرار تعيين رشاد بالطيب مديرا عاما جديدا للأمن الوطني، فضلا عن تعيين عادل شوشان مديرا عاما للأمن العمومي.
وبذلك نُزعَ فتيل أزمة غير منتظرة بين يوسف الشاهد ولطفي ابراهم في المهد. فقد كان مصدر رفيع بوزارة الداخلية قد أكّد، لـ”الشارع المغاربي” اليوم، أنّ المدير العام للأمن الوطني توفيق الدبابي يُواصل مهامه بشكل عادي. وهو ما يعني أنّ وزير الداخلية تمسّك في البداية بمديره العام، رافضا بذلك تنفيذ قرار رئيس الحكومة بإقالة الدبابي.
مصدر “الشارع المغاربي” ذكر أنّ تمسّك وزير الداخلية بالمدير العام توفيق الدبّابي يعود إلى عدم استشارته في قرار الإقالة وكذلك بشأن تعيين رشاد بالطيب بدلا منه، في حين أنّ لطفي ابراهم يشغل منصبا يُؤهّله لأن يكون المعني الأوّل بمثل هذا التغيير.
ومن جانب آخر، علم “الشارع المغاربي” أنّ عنصر المفاجأة في هذه الإقالة لم يُرض لا وزير الداخلية ولا عددا من كبار الأمنيين، باعتبار أنّ للمدير العام للأمن الوطني المُقال توفيق الدبّابي كفاءة لا تحتمل التشكيك وماضٍ طويل في خدمة المؤسّسة الأمنيّة في البلاد. وكان من الأولى أن يتمّ ترتيب مسألة تعويضه بطريقة سلسة لا تمسّ من مسيرته.
وقد أكّد مصدر مطّلع، لـ”الشارع المغاربي”، أنّ عمليّة “ليّ الذراع” قد خفتت وانتهت بإقرار عمليّة الإقالة والتعيين بعد تدخّل حاسم من رئيس الجمهوريّة الباجي قايد السبسي، باعتبار أنّه من المسيء لمؤسّسات الدولة أن يُرفض تنفيذ قرار لرئيس الحكومة، وخاصّة في وزارة سياديّة بحجم وزارة الداخليّة. ومع ذلك فإنّ تسوية هذا الملف وفرض تلك التعيينات لم ينتهيا أيضا إلاّ بتوجيه رسالة واضحة إلى رئيس الحكومة نفسه، مفادها أنّه عليه مستقبلا أن يستشير المعنيين بالأمر مباشرة لا الاكتفاء بمستشاريه في القصبة قبل إصدار مثل تلك القرارات المهمّة والدقيقة.