تجمعات عمالية في الولايات .. اتحاد الشغل يعلن "التعبئة" ..وبداية "التجييش" ضد حكومة الشاهد


بعد اعلان رفضه تجميد الأجور والتصدي لسياسة التقشف التي أقرها مشروع ميزانية الدولة لسنة 2017 يبدوان الاتحاد العام التونسي للشغل اختار المواجهة مع حكومة يوسف الشاهد رغم تأكيد قياداته على مدىالأيام الماضية ان أياديها ممدودة للحوار ومنفتحة على كل المقترحات والحلول الممكنة بشرط ما اعتبروه"تقاسم الأعباء
تجمعات عمالية في الولايات .. اتحاد الشغل يعلن "التعبئة" ..وبداية "التجييش" ضد حكومة الشاهد الصباحكلمات دليلية: تونس اتحاد الشغل 2016
دعوة المركزية النقابية في الأيام القليلة الماضية إلى "التعبئة" للدفاع عن "حقوق العمال" اعتبرها أغلبالمتابعين بمثابة بداية "التجييش" ضد الحكومة في محاولة للضغط عليها و"حصرها في الزاوية" لاجبارها فينهاية المطاف على "رمي المنديل" ومراجعة قرارها بشأن تجميد الأجور رغم تداعياته المحتملة وفق بعضخبراء الاقتصاد بما قد يعمق الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد أعرب عن رفضه المطلق لكلّ الإجراءات التي سبق أن حذّر من اتخاذهاباعتبار أن الإجراءات التي تضمنها مشروع ميزانية الدولة للعام القادم جاءت في مجملها مثقلة لكاهل الأجراءوعموم الشّعب معمّقة للحيف المسلط عليهم .وذهبت المركزية النقابية الى أبعد من ذلك لما حملت الحكومة وكلّ الأطراف المشكّلة لها مسؤولية زعزعةالاستقرار الاجتماعي في البلاد ودعت كلّ الهياكل النقابية إلى التعبئة والاستعداد للنضال من أجل حقوقالعمّال بكلّ الطرق المشروعة .
وبعد التحذير "شديد اللهجة" والرسائل "مضمونة الوصول" التي وجهتها قيادات الاتحاد الى حكومة يوسفالشاهد عبر تصريحاتها المتتالية في المنابر الاعلامية والتجمعات العمالية وتلويحها بتصعيد تحركاتها في الأيامالقادمة كان من البديهي ان تكثف من اجتماعاتها النقابية قبل مرورها الى خطوة الوقفات الاحتجاجيةوالاضرابات القطاعية ٬وبعد اضراب اعوان المساحات التجارية الكبرى الذي تواصل يومي 28 و 29 أكتوبر دعاالاتحاد الى تجمع عام نقابي لأعوان الوظيفة العمومية وكل الهياكل النقابية ببنزرت غدا السبت 30 أكتوبر ضدسياسة التقشف وقرار تجميد الزيادات في الأجور لانه لا يمكن "تحميل الأجراء تبعات الأزمة الاقتصادية وفشلالسياسات " وفق المركزية النقابية التي تتمسك بضرورة الالتزام بوثيقة قرطاج وإيفاء الحكومة بتعهداتها تجاهالعاملين.
والتزاما بمقررات المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد المتضمنة في بيانه الصادر بتاريخ 17 اكتوبر 2016 دعا اتحادالشغل كافة العاملات والعمال لحضور تجمعات عمالية نقابية يوم 3 نوفمبر المقبل بالمنستير تحت شعار "لننتنازل" و 6 نوفمبر المقبل بجندوبة .
وتأتي هذه التحركات بعد اجتماعات حاشدة بسوسة وتوزر وولايات أخرى ٬ وفي وقت قررت فيه النقابة العامةللتعليم الثانوي تنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 1 نوفمبر المقبل بكافة المعاهد والمؤسسات التربوية ٬قبلنزول المركزية النقابية بثقلها في خطوات يبدو انها مدروسة للضغط على حكومة يوسف الشاهد.

وفي ظل المعطيات والمؤشرات الحالية يبدو ان اتحاد الشغل يعد هياكله ل"المواجهة" في الاسابيع القادمةفي ظل تلويحه بتصعيد تحركاته اذا تواصل لي الذراع بينه وبين الحكومة لاسيما اذا رفضت مراجعة قراراتهاوتعديل بعض ما تضمنه قانون المالية خاصة ان الامين العام للاتحاد حسين العباسي جدد اليوم بمدنين تأكيدهعلى أن الاتحاد لا يقبل التأجيل للزيادات لانه ضرب للتفاوض ويعتبر تنكرا للاتفاقات بعد ان نبه الاتحاد وقال "إنالأموال موجودة في تونس و على الحكومة العمل على جلبها" لكن ذلك لن يكون دون التوجه نحو الحلولالجريئة على حد تعبيره.

وبعيدا عن لي الذراع والتصريحات والتلويح بتصعيد التحركات يعلق أغلب التونسيين على الاجتماع الحاسمالذي سيجمع الأسبوع المقبل اعضاء الحكومة بالمكتب التنفيذي لاتحاد الشغل لعله يفضي الى حلول توافقيةتريحنا من سيناريوهات مجهولة العواقب لاسيما ان بلادنا تمر بوضع دقيق لا يحتمل المزيد من المواجهاتوالهزات .
الصباح نيوزمحمد صالح الربعاوي