بعث «فتح الله كولن» زعيم منظمة الكيان الموازي والذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة برسالة «وفاء ومواساة» إلى مفتي الديار المصرية السابق «علي جمعة» عقب تعرضه لمحاولة اغتيال الجمعة.
ونشرت صحيفة زمان التركية المقربة من «كولن» نص الرسالة والذي جاء فيها «ببالغ الألم والحزن تلقيت نبأ تعرّض الصديق العزيز، والأخ الوفي، والعالم الكبير، مفتي الديار المصرية السابق العلامة الشيخ علي جمعة لمحاولة اغتيال قذرة أثناء خروجه لأداء صلاة الجمعة. وإنها لجريمة نكراء أدينها من صميم قلبي، وأعزي نفسي بخروج فضيلته من تلك المحاولة المشؤومة بتمام الصحة وكمال العافية.
وأضافت «لقد سبق أن أكدت مرارا أن العنف لا يمكن أن يكون حلا لأي إشكال، وأدنت جميع أنواع العنف والإرهاب بشدة، وأعلنت عند كل عملية إرهابية تستهدف أمن المجتمعات -سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية- أن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون إرهابيا، وأن الإرهابي لا يمكن أن يكون مسلما».
وتابع في الرسالة التي تفيد بوجود علاقة وثيقة بين الجانبين أن «كل محاولة اغتيال مادي أو معنوي تستهدف فضيلة العلامة الشيخ علي جمعة وأمثاله من أهل العلم والحكمة والرشد إنما تستهدف الإسلام ذاته، وتطعن الأمة الإسلامية في قلبها، نستكرها وندين مرتكبيها بشدة. نحمد الله تعالى على سلامة فضيلته ونسأله تعالى أن يحفظه ويحفظ مصر الغالية من شر الأشرار وكيد الكائدين، ويديم عليها نعمة الأمن والسعادة والهناء».
ونجا «علي جمعة»، من محاولة اغتيال تعرض لها من جانب مجهولين أطلقوا النار عليه أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة بمدينة 6 أكتوبر، غربي القاهرة، وتبنت حركة تطلق على نفسها اسم «حسم»، محاولة الاغتيال.
ولـ«جمعة» العديد من الفتاوى المثيرة للجدل، حيث قال في وقت سابق، إن من عصى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» فقد عصى النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما سبق أن أباح لقائد الانقلاب العسكري قتل معارضيه من الإخوان المسلمين متهما إياهم بالخوارج وقال جملته الشهيره «طوبى لمن قتلهم وقتلوه من قتلهم كان أولى بالله منهم».
علاقة بين كولن وجمعة
وفي وقت سابق، كشف رئيس الشؤون الدينية التركية، «محمد غورماز»، عن وجود علاقة بين «علي جمعة» وبين «فتح الله كولن».
وقال «غورماز»، في حوار مع «هافينغتون بوست عربي»، إنه «بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في 14 أغسطس/آب 2013، اتصل مباشرة بعلي جمعة لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون لوقف الدماء التي تسيل في الشوارع بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي».
وأضاف «غورماز» أن «علي جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى مدينة إسطنبول إلا أن جمعة رفض ذلك واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة دور العلماء المسلمين في وقف المذابح التي تحدث في مصر»، بحسب ما قال.
وقال رئيس الشؤون الدينية التركية إنه عقب انتهاء المكاملة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل به الرجل الثاني في جماعة «فتح الله كولن» ويُدعى «مصطفى أوزغان»، الذي كان يقيم حينها في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين «جمعة»، مشيراً إلى وجود علاقة بين الرجلين.
وبحسب «غورماز»، فإن الرجل الثاني في جماعة «كولن» طلب منه أمرين، «الأول الجلوس معاً قبل زيارته إلى عمّان لمناقشة الأمر، والثاني أن يرافقه في السفر إلى العاصمة الأردنية»، وعندما سأل «غورماز» «مصطفى أوزغان» كيف عرف بهذا المقابلة، قال له رجل «كولن» إن «علي جمعة» اتصل به وأبلغه بطبيعة زيارة الأردن وتفاصيلها.
وأضاف رجل الدين التركي أنه تقابل مع «أوزغان» في إسطنبول، حيث قال له إن موقف الحكومة التركية ووزارة الشؤون الدينية من الانقلاب في مصر موقف خطير، كما مدح «أوزغان» وزير الدفاع المصري آنذاك «عبدالفتاح السيسي»، وقال إنه رجل مؤمن وصالح، وإن جماعة الخدمة تعرفه جيداً، كما أن «فتح الله كولن أيضاً يعرف السيسي وله صلة قوية به».
وأثار موقف «علي جمعة» من حادثة فض اعتصام رابعة العدوية حيث كان يعتصم أنصار «محمد مرسي»، جدلاً كبيراً بعد انتشار مقطع فيديو للمفتي السابق وهو يحرّض على قتل المتظاهرين باعتبار أنهم «خوارج».
وأوضح «غورماز» أنه بعد لقائه برجل «فتح الله كولن» قبيل زيارته إلى الأردن ومعرفته بدعم علي جمعة للجيش المصري وتأييده فضّ الاعتصامات بالقوة المفرطة، اتصل به وقال له إن علاقتنا انتهت الآن، ومن ثم تم إلغاء المقابلة.
وكان رئيس الوزراء المصري، «شريف إسماعيل»، قد نفى في وقت سابق وجود معلومات مؤكدة لدية بشأن تقديم «فتح الله كولن»، طلب لجوء إلى مصر، لكنه قال إن القاهرة ستدرس هذا الطلب حال تقدم به الأخير.